الطريقة التجانية هي الأكثر انتشارا والأقوى تمثيلا في السنغال من حيث عدد الأتباع كما أنها الأكثر انتشارا في إفريقيا وفي العالم. وتعتبر سيرة مولانا الشيخ سيدي أحمد التجاني بحد ذاتها مثالا يُحتذى لما طبع أحداث حياته من شغف بالمعرفة، وصرامة فكرية، وزهد وتبتّل، ونبل وعلو همّة. وكل مراحل حياته نماذج تقتبس منها الإنسانية على الدوام.

وقد انتمى إلى هذه الطريقة أعلامٌ بارزون منهم محمد الحافظ العلوي، ومحمد الغالي، وعلي التامسيني، والشيخ عمر تال الفوتي، ومولود فال، والتجاني بن باب، وآمدو هامت با من أورو ماديو، وسيدي إبراهيم الرياحي، والشيخ إبراهيم نياس، ومام خليفة نياس، وآمري انداك سك، وتيرنو الحاج محمدو سعيد با، والشيخ أحمد بارو انجكن، وتيرنو أحمد بالي، وتيرنو هامت بابا تالا، وتيرنو أحمد دم، وسرين عباس صال، إلخ. والقادة الروحيون لفروع التجانية كلهم أولياء أتقياء، وعلماء جهابذة، وشعراء، وكتاب، وقادة. إنهم معين لا ينضب للمعرفة والثقافة. بيْدَ أن سِيَرهم وأعمالهم ليست منشورة بما يكفي. ويسعى منتدى “الإسلام الصوفي في مواجهة التحديات المعاصرة: ما هي إسهامات التجانية في التراث الإنساني؟” إلى إحياء سِيَر هؤلاء الأولياء وإبراز صلات التصوف بالعلم والحفاظ على التراث المعرفي من خلال سرد حياتهم، ومعارض لمآثرهم، واستعراض للمخطوطات، ونحو ذلك.

ومن البدَهي أن المنتدى في مساعيه الشمولية سيهتم بكل الإسهامات التي قدمها شيوخ شتى الاتجاهات الصوفية لا سيما الموجودة منها في السنغال مثل الموريدية، والقادرية، واللائية.

وقد أكد الباحث كريستيان كولون أن “السنغالي ينتمي إلى طريقة صوفية قبل انتمائه إلى الوطن”. وهو بهذه المقولة يشير إلى خصوصية السنغال الذي يمتاز بإسلام طرقي. فهناك أربع طرق كبرى منتشرة في السنغال هي: التجانية، والموريدية، والقادرية، واللائية. ولئن كانت التجانية والموريدية قد جاءتا من خارج السنغال، فإن الموريدية واللائية نابعتان من داخل السنغال.

وسيُنظّم فريق مناقشة حول سِيَر الأولياء بالإضافة إلى معرض لآثار بعض من هؤلاء الأولياء، ومسارهم الروحي، ومحطات بارزة من حياتهم في خضمّ الأحداث السياسية والاجتماعية لبلادهم.

تقوم التجانية على طلب العلم والتبحّر فيه وممارسة الشعائر الدينية. وتضم الطريقة علماء أنتجوا علما غزيرا. فالقادة الروحيون لمختلف فروع الطريقة كانوا أولياء، ورجال علم وثقافة، وشعراء، وكتابا، وقادة. وكان لهم إنتاج وفير في العلوم والآداب في شتى الميادين. غير أن حياتهم وآثارهم ليست معروفة على نحو كاف.

وقد ترك لنا أغلب هؤلاء الشيوخ مؤلفات مكتوبة بالعربية أو باللغات المحلية، قليل منها منشور وأقل من ذلك ما تمت ترجمته. وهي مع ذلك أعمال في غاية الأهمية بالنسبة للإنسانية جمعاء. وهذه فرصة سانحة للتعرف على إنتاج النخبة العلمية والروحية للطريقة، مع دعوة أسر الشيوخ إلى إماطة القناع عن المخطوطات للاستفادة من هذه الكنوز الدفينة.

ويسعى منتدى “الإسلام الصوفي في مواجهة التحديات المعاصرة: ما هي إسهامات التجانية في التراث الإنساني؟” إلى إحياء سِيَر هؤلاء الأولياء وإبراز صلات التصوف بالعلم والحفاظ على التراث المعرفي من خلال سرد حياتهم، ومعارض لمآثرهم، واستعراض للمخطوطات، إلى آخره.

ويتعلق الأمر بتسليط الضوء على هذا التراث العلمي والفكري الضخم للطريقة، وهو تراث ما يزال مجهولا في مجمله. ويتطلب ذلك الكشف عنه وجرْده قبل التصدي للحفاظ عليه وترميمه. والهدف المتوخى في النهاية هو نشره وتعميمه بالوسائط التقنية للإعلام والاتصال وعبر أشكال تتلاءم مع حاجات القراء والأهالي. وبالتالي فإن مسألة حفظ تراث الأولياء وتثمينه تطرح إشكاليات جمّة منها على وجه الخصوص:

• إحصاء المكتبات المعروفة وغير المعروفة؛
• معالجة الرصيد الوثائقي الموجود؛
• ترجمة المصنفات الأساسية والمتون المرجعية؛
• رقْمنة المخطوطات المحفوظة لدى أسر الشيوخ؛
• نشر المخطوطات؛
• إلخ.

وسيُنظم فريق نقاش حول الرهانات والفرص المتاحة لحفظ وتثمين التراث الفكري والعلمي للتجانية.

• • حفظ وتثمين التراث الفكري والعلمي للشيوخ؛
  • دمج عطاء هؤلاء الشيوخ في السجلات التاريخية وفي المناهج الدراسية المعتمدة في بلداننا (التربية، البحث، القيادة، المدنية والمواطنة، القوانين، الدستور، إلخ)؛
  • وضع آلية مبتكرة للتثمين العلمي، والثقافي، والروحي؛
  • اقتراح إجراءات لدعم أسرة شيخنا الشيخ أحمد التجاني؛
  • إيجاد وسائل لحفظ وتثمين التراث الفكري والعلمي للشيوخ وللاقتباس منه (كرسي جامعي، برنامج بحث، منتجات سمعية بصرية، إلخ).